بعد معارك عنيفة.. الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري

الخرطوم – 20 مارس 2024 – أعلن تلفزيون السودان أن الجيش السوداني إحرز تقدمًا ملحوظًا نحو السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم، في خطوة تعتبر تحولًا في مسار الحرب المستمرة منذ عامين.
وأفاد أن هذا التقدم جاء بعد اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء بالقرب من القصر الرئاسي، حيث سُمِعَ دوي انفجارات وضربات جوية استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.
ورغم استمرار المعارك، يبدو أن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على أحد الأهداف الاستراتيجية المهمة في العاصمة، ما يشير إلى تصعيد عسكري جديد يهدف إلى حسم المعركة لصالحه.
وتزداد الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عامين شراسة، ويعيش المدنيون في ظل قصف متواصل، وقلة في الموارد الأساسية مثل الغذاء والدواء. ومع تقدم الجيش في العاصمة الخرطوم تزداد المخاوف من تدهور الوضع الإنساني في المناطق المدنية.
وفي الأسابيع الأخيرة، حقق الجيش السوداني تقدمًا في عدة مناطق استراتيجية، مثل كردفان وبحري وغيرها من المناطق، بعد معارك ضارية ضد قوات الدعم السريع.
وأفاد موقع “ميدل ايست” أن التقدم الميداني للجيش السوداني لم يكن ليحدث لولا الدعم العسكري الذي تلقاه من دول إقليمية مثل إيران وتركيا، بالإضافة إلى الدعم المستمر من مصر.
وأضاف أنه “رغم هذه الانتصارات فإن قوات الدعم السريع تواصل السيطرة على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة الخرطوم، لكنها تتكبد خسائر كبيرة في وسط البلاد”.
وأشار إلى استمرار التدخلات الإقليمية والدولية في تأجيج الصراع السوداني، حيث تلعب بعض الدول دورًا في تقديم الدعم العسكري لأحد الأطراف. في حين تسعى بعض القوى الدولية للضغط لوقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات، بينما يبقى الجيش السوداني متمسكًا بحل الحسم العسكري.
كما أعلن قائد قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية في نيروبي، مما يزيد من تعقيد أي مساعٍ للتوصل إلى تسوية سياسية بحسب بعض المراقبين.
ولا تقتصر الحرب في السودان على الصراع العسكري فقط، بل أسفرت عن أكبر أزمة إنسانية في العالم، حسب تصنيف الأمم المتحدة.
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل الطرفين، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أضافت مزيدًا من التعقيد للأزمة. مئات الآلاف من المدنيين لاقوا حتفهم أو تعرضوا للتهجير، في وقت تشهد فيه البلاد تدميرًا للبنية التحتية وتزايدًا في معدلات الفقر والجوع.