“التكية” إرث سوداني يرافق اللاجئين إلى أوغندا

دروب – 15 فبراير 2025 – تقف اللاجئة السودانية حواء آدم، في طابور طويل أمام مطبخ مجاني وسط مخيمها في دولة أوغندا للحصول على حصة من الطعام لسد الرمق، بعدما تركتها المنظمات في مواجهة الجوع.
وبعد طول انتظار تحظ حواء بالقليل من الطعام لمرة وحدة في اليوم، بينما لا يكفي حاجتها وعائلتها لوجبة، مما يدفع أفراد الأسرة الكبار الامتناع عن الأكل بغرض توفيره للأطفال، وفق ما ترويه بحزن لـ”دروب”.
وجد نحو 36 ألف سوداني يقيمون في مخيم كرياندنقو في منطقة بيالي شمال العاصمة الأوغندية كمبالا، أنفسهم أمام الجوع بعدما أوقف برنامج الغذاء العالمي المساعدات الغذائية، واستبدلها بدعم نقدي رمزي.
ومع تصاعد أزمة الجوع وتضائل الخيارات، استدعى اللاجئين السودانيين في اوغندا عادة المطبخ المجاني المعروف محلياً بـ”التكية” والتي طالما شكلت طوق نجاة إلى ملايين العالقين وسط الحرب في البلاد.
طوق نجاة
“لم يعد هناك سبيل غير اعلاء قيمة التكافل لتقاسم الطعام المتاح بين افراد مجتمع اللاجئين، فلا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي وبحوزتنا مخزون من التقاليد والعادات كفيلة بأن تكون طوق نجاة” وفق حديث رئيس المبادرة معاوية الحسن، لـ”دروب”.
الحسن وبعض الشباب المقيمين في مخيم اللاجئين السودانيين في أوغندا أسسوا 8 مطابخ مجانية، يطهون الطعام المحلي ضمن محاولات متواضعة لكبح جماح الجوع.
ويشير معاوية إلى أن المطابخ محدودة الإمكانيات وتعتمد فقط على التبرعات عبر التطبيقات المصرفية، وهي تمثل جهود طوعية لتخفيف وطأة الجوع، لكنها ليس حلاً، والوضع يتطلب تدخلات كبيرة من المنظمات.
تطهي التكية في مخيم كرياندنقو الأرز بالملح، وفي بعض الأحيان العصيدة بملاح الويكية، كما يتيح للمقتدرين مشاركة طعامهم من خلال التكية، فالإمكانيات محدودة للغاية وفق المتطوع عثمان آدم عثمان.
يقول عثمان لـ”دروب” إن وقف المساعدات الغذائية العينية واستبدالها بمبالغ نقدية رمزية وغير منتظمة، أحدث كارثة إنسانية في مخيم اللاجئين السودانيين في أوغندا، فاستشرى الجوع وأمراض سوء التغذية.
عناء مستمر
وشدد أن المبالغ النقدية التي تعطى للاجئين، محدودة للغاية ولا تكفي الحاجة لمدة يومين، في ظل ارتفاع كبيرة في أسعار السلع، ويجد القرار معارضة واسعة، لكن لم تحدث استجابة بعد، وباتت المطابخ الأمل الوحيد أمام المجتمع اللاجئ.
ورغم قلة الإمكانيات تتشبث حواء آدم بالتكية كطوق نجاة من شبح الجوع الذي يحاصرها والاف اللاجئين يقيمون إلى جانبها في المخيم الواقع شمالي العاصمة الأوغندية كمبالا.
وتقول “كان يملأني الأمل عندما خرجت مناطق الحرب في إقليم دارفور وتوجه إلى أوغندا، في أن تنتهي معاناتي، لكني اصطدمت بواقع اليم، نقص في الاكل ومياه الشرب، حتى المساعدات الشحيحة توقفت”.
وتعتمد حواء حاليا على وجبه واحدة في اليوم تقدمها المطابخ المجانية بعدما تقضى ساعات طويلة للحصول عليها، ومع ذلك فإن التكية نفسها مهددة بالتوقف لتضعها في مواجهة الجوع مجددا.