أخبار

مساومات وترهيب.. تطورات في قضية المعتقل خالد بحيري

ودمدني 29 يوليو 2025 – أعلنت أسرة الكاتب السوداني والمؤرخ، خالد بحيري، المعتقل لدى سلطات الجيش السوداني في مدينة ودمدني، أن السلطات الأمنية رهنت إطلاق سراح رب الأسرة بتنازله عن مواقفه “الثورية” والانخراط في ما أسموه “مسيرة بناء الوطن”.

وأكمل خالد بحيري نصف عام في معتقلات السلطات الأمنية في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، في احتجاز وصفته أسرته بأنه “تعسفي وكيدي لا يستند إلى قانون أو عُرف”.

وقالت الأسرة في بيان وصل “دروب” إنه “منذ أكثر من شهرين ظلت تتعرض لابتزاز شديد ومساومات من السلطات الأمنية في ولاية الجزيرة، وترهيب في بعض الأوقات، حيث رهنت إطلاق سراح خالد بحيري بالتنازل عن مواقفه الثورية، والإنخراط في ما أسموه “مسيرة بناء الوطن”.

وأضاف أن “خالد بحيري يتعرض إلى تعذيب نفسي شديد داخل المعتقل؛ وفي بعض الأوقات تم احضار معتقلين آخرين إلى زنزانته وتعذيبهم جسديا أمام عينه؛ بغرض إرهابه”.

وأشار إلى تدهور صحة بحيري داخل المعتقل، مردفاً “تعكس هذه الممارسات حقيقة الاعتقال التعسفي والكيدي لخالد بحيري وعدم وجود أي سند قانوني؛ بقدر ما هي محاولة للانتقام منه بسبب مواقفه الثورية والنضالية”.

وطالبت الأسرة السلطات في ولاية الجزيرة بالإفراج الفوري عن بحيري، دون شروط، محملة اياها مسؤولية سلامته، كما ناشدت المنظمات الحقوقية بدعم حق بحيري في الحرية، والضغط للإفراج عنه.

وتابع البيان “لم يرتكب بحيري أي جريمة حتى ينال كل هذا العقاب، بل كان ينبغي الإحتفاء به وتكريمه على صبره طوال الحرب في ود مدني وهو يساعد العالقين بمياه الشرب والغذاء والعلاج، في الوقت الذي غادرت فيه حكومة الولاية وأجهزتها الأمنية المدينة؛ بعد دخول قوات الدعم السريع.

خالد بحيري البالغ من العمر 70 عاماً هو كاتب ومؤرخ متخصص في توثيق تاريخ مدينة ود مدني، وله كتابات وإصدارات حول عاصمة ولاية الجزيرة والشخصيات الفنية والسياسية ورموز المجتمع الذين أنجبتهم ود مدني.

وعُرف بحيري بمواقفه النضالية القوية خلال فترة الحكم الدكتاتورية للرئيس المخلوع عمر البشير، وشارك بفاعلية في تنظيم حركة الاحتجاجات الشعبية في ود مدني خلال ثورة ديسمبر 2019م، والمظاهرات اللاحقة ضد الانقلاب العسكري على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021م.

عندما تمددت الحرب واجتاحت قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة، قرر بحيري البقاء في منزله، وأسس مبادرات طوعية لمساعدة السكان العالقين وسط نيران القتال في ود مدني، من خلال توفير الطعام ومياه الشرب والخدمات العلاجية.

واُعُتقِل بحيري بواسطة قوة من جهاز الأمن والمخابرات من منزله في يوم 14 يناير 2025، أي بعد ثلاثة أيام من استعادة الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني، واقتيد إلى جهة مجهولة، وبعد مضي 3 أشهر اكتشفت أسرته أنه محتجز في السجن السياسي بمدينة المناقل، حسب ما أفاد به نجله محمد خالد “دروب” في وقت سابق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى