تقارير

“صليب الديك”.. مقتل قائد بـ”الدعم السريع” يُشعل الأفراح في كردفان

دروب 25 مايو 2025 – بعد عامين من ممارسة القتل والنهب وترويع المواطنين في ولاية غرب كردفان، قُتل سليمان صليب الديك، أحد القادة الميدانيين بقوات الدعم السريع، في منطقة أبوزبد بولاية غرب كردفان، وفق مصادر “دروب”.

وقابل المواطنون في المنطقة خبر مقتل “صليب الديك” بفرحة عارمة، مشيرين إلى مرارات الحرب التي تذوقوها على يده، وفق ما رصدته “دروب”.

وأكدت مصدر محلي أن “صليب الديك” أصيب بالرصاص في جبهة القتال بمحيط منطقة الدبيبات بولاية جنوب كردفان، التي شهدت معارك يوم الجمعة الماضي، حيث جرى نقله إلى مستشفى مدينة أبو زبد بولاية غرب كردفان، الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وأضاف أنه “في لحظة إسعافه، لاحقته طائرة مسيرة في مشفاه بمدينة أبوزبد فقضت عليه هو وعدد من مرافقيه”.

رحل صليب الديك تاركاً خلفه مسيرة حافلة بجرائم القتل والنهب في ولاية غرب كردفان. كان آخرها في أبريل الماضي حينما قتل أربعة مواطنين بينهم طفل في الحادي عشر من العمر في قرية “أم دفيس”.

ووفق حصر أجراه مراسل “دروب” فإن صليب الديك قتل نحو 40 مواطناً خلال هجمات شنها على الأسواق والبلدات في ولاية غرب كردفان، خلال العامين الماضيين.

سلسلة هجمات

برز صليب الديك، واسمه الحقيقي “سليمان محمدين بريمة” بعد شهرين من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023م، وانخرط في القتال ضمن قوة يقودها الضابط في الدعم السريع عبد الرحمن شريا، والذي قتل في معارك قرب الأبيض، حيث تربط بينهما صلة قرابة.

لكن صليب الديك لم يستمر طويلاً مع القوات المقاتلة، وعاد وتمركز في منطقة “قليصة” قُرب أبوزبد، برفقة عدد من أبناء عشيرته، ونظموا جماعة مسلحة، وبدأوا في عمليات نهب المواطنين تحت تهديد السلاح.

وبحسب متابعات “دروب” فإن نشاط صليب الديك تركز في المناطق الواقعة شمال شرق محلية أبوزبد، وهي مساحات شاسعة، ولا تشهد انتشارا عسكرياً من قوات الدعم السريع التي تسيطر على المنطقة، واتخذ من منطقة “قليصة” مقراً له ونقطة انطلاق لعملياته الإجرامية.

ووفق المتابعات، كانت أبرز هجمات سليمان صليب الديك، على قرية أبو قلب في مايو من العام الماضي حيث قتل 7 شباب في سوق البلدة، كما هاجم سوق قرية أم دفيس ثلاث مرات على الأقل، ففي المرة الأولى قتل 13 شخصاً واخطف 3 شباب آخرين من قرية جر العسل، وصفاهم لاحقاً وإلقاء جثثهم في أحد حفائر المياه بالمنطقة.

كما هاجم صليب الديك، منطقة الدودية واختطف شيخها قبل أن يفرج عنه بعد دفع فدية مالية، وشملت هجماته قرى السعاتة الدومة، وود البدين، وأبو ماهلة، وسقط قتلى مدنيين في كل هذه الهجمات.

وفي سبتمبر من العام 2024م، اقتحم صليب الديك منطقة الخوي وطلب من أهلها تنصيبه حاكماً عليها، لكن الإدارات الأهلية رفضت خطوته وطالبته بالمغادرة، الأمر الذي جعلها لاحقاً عرضة لسلة هجماته بما يشبه الانتقام.

قصاص رباني

وأعرب أحمد آدم وهو قريب أحد ضحايا صليب الديك في غرب كردفان، عن سعادته بمقتل سليمان بريمة، فقد أتى القصاص الرباني لعشرات الأبرياء قتلهم خلال الفترة الماضية، وفق قوله.

وقال آدم لـ”دروب” “تسبب صليب الديك في اضطرابات أمنية كبيرة وترويع لنا، فظللنا طوال الفترة الماضية نتخوف من الذهاب إلى الأسواق والمزارع خشية هجماته، فهو شخص مجرم لا يهاب قتل النفس في سبيل الحصول على المال”.

فيما قال الناشط الاجتماعي في غرب كردفان سلمان علي لـ”دروب” إن مقتل صليب الديك سيمهد إلى عودة الاستقرار في قرى ومناطق واسعة في ولاية غرب كردفان تأثرت على مدار عامين بنشاطه الإجرامي.

ويضيف “روع صليب الديك الأبرياء وقتل عشرات المدنيين العزل في أبسط الأشياء، وسيرقد ضحاياه بسلام وامان، بعد مقتله بطريقة بشعة يستحقها نظرا لأفعاله”.

وبسبب سليمان صليب الديك، دفع سكان ولاية غرب كردفان فاتورة الحرب مرتين، حيث عانوا هجماته طويلاً، بينما تواصلت عليهم الانتهاكات من الجيش والقوة المشتركة بعد توغلهم في المنطقة.

ووثقت تقارير مقتل مواطنين على يد الجيش في مناطق أم صميمة، الخوي، بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع، كما استمرت المضايقات التي كان يقوم بها الدعم السريع ضد المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى