عمر الدقير: تجاهل كامل ادريس للحرب ينسف واقعية وعود خطابه

دروب 21 يونيو 2025 – اعتبر رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر يوسف الدقير، تجاهل رئيس الوزراء السوداني كامل ادريس، الإشارة إلى أزمة الحرب وكيفية تحقيق السلام في رؤية حكومته المقبلة، ينسف وعوده التي ذكرها في خطابه.
وقال الدقير إن “الحكومة التي يتحدث باسمها رئيس الوزراء لا تسيطر على كامل أراضي البلاد بسبب الحرب التي تجاهلها في خطابه، ما يعني عدم قدرتها على بسط سلطتها وتنفيذ سياساتها في عموم ولايات البلاد”.
وكان كامل إدريس أعلن في خطاب متلفز يوم الخميس عن مهام حكومته المقبلة كما تحدث عن أسباب مشكلات السودان ورؤيته لمعالجتها، دون أن يشير إلى قضية الحرب التي تعصف بالبلاد لأكثر من عامين.
وقال عمر الدقير في تدوينه على “فيسبوك” إن تجاهل كامل ادريس، للحقيقة الأكثر حضوراً والأشدِّ قسوةً وإيلاماً في السودان، يعني خذلاناً لضحايا الحرب بمعسكرات النزوح والواقفين في طوابير التكايا.
وأوضح أن تجاهل الحديث عن الحرب واستراتيجية التعامل معها، ينسف واقعية الوعود التي حواها الخطاب، مضيفاً “كيف يمكن أن تُرسَم سياسات لجلب الرفاه والاستقرار، والبلاد تغرق في أتون حرب مدمرة لم يُطرَح لها حل، ولم تُذكَر بكلمة في “خطاب الأمل”.
وتسأل الدقير “هل يطمح الدكتور إدريس أن يبادر المجتمع الدولي أو الإقليمي بتقديم مساعدات لإعادة الإعمار، بينما الحرب لا تزال مستعرة ولا تلوح لها نهاية، وهل يمكنه استقطاب الاستثمار الخارجي كما وعد في هكذا ظروف؟ وهل يَتوقّع أن تُفرِج مؤسسات التمويل الدولية عن المساعدات المجمدة منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر، في ظل غياب رؤية واضحة لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار”.
وكان كامل إدريس قد تحدث عن المشكلات القديمة المتجددة التي يعاني منها السودان، قائلاً إن “في مقدمتها عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فضلا عن ضعف الإدارة والقيادة الرشيدة، وإهمال التنمية المتوازنة وعدالة توزيع الثروة والسلطة، اضافة إلى الفساد بكافة أشكاله وأنواعه، وصعوبة قبول الآخر لأسباب حزبية وطائفية وعرقية، ودينية وجهوية”.
وذكر الدقير أن خطاب رئيس الوزراء المُعيّن كأنه كُتِب ليُناسِب دولةً أخرى أو لحظةً قادمة، لا السودان في هذه اللحظة التاريخية، مبيناً أن “الخطاب يقدم تصوراً لحكومة تكنوقراط تعمل في ظروف دولة مستقرة، تمتلك مؤسسات فاعلة، وبيئة آمنة، وتحظى فيها الحكومة بشرعية غير مُختلَف عليها وسيطرة كاملة على أراضيها مع حرية حركتها”.
وأضاف أن “الخطاب استخدم مفردات علمية مثل الشفافية، الكفاءة، الرؤية، الرسالة، الخطط القابلة للقياس ومؤشرات الأداء. لكن كل ذلك يفترض وجود دولة متماسكة بسلطة موحدة، وهو ما لا ينطبق على السودان في لحظته الراهنة”.
وتابع “نقطة الضعف القاصِمة لظهر الأمل في خطاب الدكتور كامل إدريس لا تكمن في وفرة الوعود أو سقف الطموحات، وإنما في الهروب من الحديث عن الحرب وعدم طرح أية رؤية للتعامل معها؛ ما يهدم الأساس الذي تقوم عليه تلك الوعود، فالأمل لا يصنعه التغافل عن واقع الحرب وأسبابها وتداعياتها، بل الاعتراف بالواقع ومواجهته باستراتيجية واعية”.
وكان إدريس أوضح أن حكومته المقبلة تتكون من عدد 22 وزارة، إضافة إلى وحدة إدارية تُسمى “هيئة النزاهة والشفافية” مختصة بمحاربة الفساد وتمتلك سلطات قانونية واسعة، وفق قوله.
وكان مبارك الفاضل، رئيس حزب الأمة، قال في تعليق على خطاب كامل ادريس، إن مهام الوزارات منصوص عليها وملحقة بالدستور وموجودة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ولا تحتاج الي إعلان.
وأضاف أن “المطلوب هو وقف معاناة السودانيين بوقف الحرب وتوفير معاش الناس من خلال توفير التمويل للزراعة وإعادة فتح وتعمير المصانع التي دمرتها الحرب، وإعادة خدمات الكهرباء والمياه وتوفير الدواء والعلاج وتوفير الأمن بإخراج كل المسلحين من المدن ووضعهم في معسكرات للجيش وجمع السلاح”.
وذكر أن تشكيل أي حكومة يتطلب رؤية سياسية وخريطة طريق لتحقيق السلام وإعادة الإعمار واستعادة المسار المدني الانتقالي، مبيناً أنه دون ذلك لن يقدم الأشقاء والشركاء الدعم المطلوب لإعادة الإعمار ولن تفرج مؤسسات التمويل الدولية والاتحاد الأوربي عن المساعدات المجمدة المخصصة لدعم الخدمات والبنية الأساسية.
وتابع “ليس هناك أمل إذا لم تتوقف الحرب ونضع نهاية للمأساة الإنسانية غير المسبوقة التي ظل يعيشها أهل السودان منذ اندلاع الحرب العبثية التي دخلت عامها الثالث”.