الأمم المتحدة تندد بمقتل 57 مدنياً خلال الهجوم على الفاشر

دروب 14 أغسطس 2025 – أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، عن مقتل ما لا يقل عن 57 مدنيا في الهجوم الأخير على الفاشر، بينهم 40 نازحا في مخيم أبو شوك بولاية شمال دارفور.
وكانت مدينة الفاشر تعرضت يوم الاثنين لهجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع، أسفر عن معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوة المشتركة المتخندقة بالمدينة، حيث أعلنت صدها للهجوم.
وأفاد بيان صادر عن مكتبه يوم الأربعاء بأنه وفقا للمعلومات الأولية التي حصل عليها المكتب، قُتِل ما لا يقل عن 57 مدنيا في الهجوم على الفاشر، بينهم 40 نازحا في مخيم أبو شوك بولاية شمال دارفور، مضيفا أن المكتب يتابع مزاعم بوقوع إعدامات بحق نازحين في المخيم أثناء الهجوم.
وقال تورك: “ببالغ الأسى، نشهد مرة أخرى أهوالا لا يمكن تصورها تلحق بالمدنيين في الفاشر، الذين عانوا لأكثر من عام من الحصار المستمر والهجمات المتواصلة والظروف الإنسانية القاسية”.
وأضاف أن “تكرار هذه الهجمات على المدنيين، وما يثيره من مخاوف جدية بموجب القانون الدولي الإنساني بشأن الهجمات المباشرة والعشوائية أمر غير مقبول إطلاقا ويجب أن يتوقف فورا”.
وجدد تورك دق ناقوس الخطر بشأن الاحتمال الجدي لحدوث انتهاكات واعتداءات ذات طابع عرقي، مع محاولة قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر ومخيم أبو شوك.
وأكد احتمال تكرار الأنماط المروعة من انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان وما يصاحبها من تجاوزات، كما وثقت في سياق هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في أبريل الماضي.
“الدعم السريع” تنفي
من جهتها نفت قوات الدعم السريع، استهدافها للمدنيين في مدينة الفاشر، قائلة إنها “تؤكد على نحوٍ قاطع أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أساس من الصحة”.
وقالت في بيان إن الجهات التي تُعرِّض أرواح الأبرياء للخطر فعلياً هي قوات الجيش والحركات المتمركزة في الفاشر، واتهمتها باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.
وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع فتحت، في وقت سابق، ممرات إنسانية عبر مناطق “قرني – حلة الشيخ – شقرة – غرب قولو”، خرج عبرها أكثر من 800 ألف مواطن إلى مناطق طويلة وكورما وشنقل طوباي وغيرها، وفق البيان.
وأضاف “إننا نرفض رفضاً قاطعاً، وندحض جملة وتفصيلا هذه الاتهامات. وندعو المجتمع الدولي والمبعوثين إلى عدم الانجرار وراء الأكاذيب التي تبثها منصات وأبواق الإرهاب”.
دعوة للمحاسبة
وكانت مفوضية حقوق الانسان أشارت إلى أن موظفيها زاروا مؤخرا شرق تشاد، وأجروا مقابلات مع أكثر من 150 ناجيا وناجية من هجمات أبريل الماضي على مخيم زمزم. وتحدث الناجون عن عدم وجود طرق آمنة للخروج من الفاشر.
وجدد تورك دعوته لجميع الأطراف إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان حماية المدنيين، بما في ذلك تأمين ممرات آمنة للخروج من المناطق المتأثرة بالنزاع. كما حث الأطراف على الإسراع في التوصل إلى اتفاقات لهدنة إنسانية مؤقتة في المناطق المحاصرة، بما يتيح وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وحث دولا ثالثة على استخدام كل ما لديها من نفوذ لوقف هذه الانتهاكات فورا ومنع ارتكاب المزيد منها. ودعا أيضا إلى محاسبة المسؤولين عنها، مضيفا “المساءلة عنصر أساسي لكسر حلقة الانتهاكات المستمرة والفادحة”.