استمرار تدفق النازحين من مناطق تشهد مواجهات عسكرية بجنوب كردفان

جنوب كردفان 6 أبريل 2025 – استمرت موجات النزوح الجماعي من منطقتي “الفيض أم عبدالله وخور الدليب” بولاية جنوب كردفان السودانية، بعد معارك بين الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان، من جهة أخرى.
وتشهد أجزاء واسعة من ولايتي جنوب وغرب كردفان اشتباكات عنيفة، في وقت تحاول قوات الدعم السريع والحركة الشعبية المتحالفتان، التقدم باتجاه منطقة ابوكرشولا، على ما أفاد شهود عيان.
وكانت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية وقوى سياسية أخرى، شكلوا في العاصمة الكينية نيروبي فبراير الماضي، “تحالف تأسيس” الذي يمهد لتشكيل حكومة موازية للتي يسيطر عليها الجيش السوداني.
وأشار شهود عيان لـ “دروب” إلى أن المدنيين الذين فروا من “الفيض وخور الدليب” توجهوا إلى مدارس مهجورة على بعد عشرات الكيلومترات في مناطق مجاورة وسط انعدام المساعدات الأساسية.
وقال إلياس علي، أحد النازحين من منطقة الفيض: “وصلت إلى هنا دون أي شيء، لا طعام، لا ملابس في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية، نقيم داخل المدرسة في وضع أفضل قليلاً من هناك، لكن بعد ما رأيناه لا أعتقد أنني سأتمكن من العودة إلى منزلي”.
وأكدت نازحتان أن النساء الحوامل يعانين من نقص الرعاية الصحية والمتابعة الطبية، ويفترشن الأرض في بيئة قاسية لا تتوفر فيها أبسط الاحتياجات.
وشكا النازحون من عدم توفر مواد غذائية كافية ومياه صالحة للشرب وأدوات نظافة شخصية وصحية ورعاية طبية عاجلة، خاصة للنساء الحوامل والأطفال والمرضى، ودعوا إلى ضرورة تقديم دعم نفسي واجتماعي نتيجة الصدمات العنيفة التي عاشوها.

وأوضحوا أن الاستجابة اقتصرت على بعض المبادرات الفردية والدعم المجتمعي المحدود، دون تدخل فعّال من الجهات الإنسانية الرسمية أو المنظمات الدولية، كما تم تسجيل بعض الحالات الصحية الطارئة، لكنها لا تزال دون استجابة.
أما أحمد عباس شكا بحزن عميق في حديث لـ“دروب” من أن المساعدات التي قدمتها بعض الجهات غير كافية، فنحن نزحنا إلى هنا ولا نملك شيئاً، حتى الأطفال نزحوا حفاة، الوضع صعب للغاية”.
كان شهود عيان كشفوا لـ “دروب” يوم الخميس، فرار أكثر من 50 ألف شخص من منازلهم من عدة مناطق بجنوب كردفان جراء تصاعد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويعيش الفارون من الصراع الذين وصلوا إلى محليات “رشاد والتضامن والعباسية” أوضاعاً صعبة نتيجة ضعف التدخلات الإنسانية، وفق ما نقله متطوعون لـ”دروب”.