في حضرة النور… بين المولد والرحيل

كتب – تماضر بكري
في مثل هذا الشهر، وُلد النور الذي أضاء ظلمات الأرض، وعلّم البشرية كيف تحيا بالرحمة، وتنهض بالحق، وتسمو بالإيمان.
مولد النبي محمد ﷺ ليس مجرد ذكرى، بل هو *ميلاد للرحمة المهداة، وخاتم النبوة، وسيد الخلق* الذي ختم الله به رسالات السماء، وأتم به النور على العالمين.
نحتفل بمولده ﷺ حبًا، لا طقوسًا؛ شوقًا، لا عادة؛ لأن كل لحظة من حياته كانت آية، وكل خطوة كانت هداية، وكل كلمة كانت وحيًا من السماء.
ونؤكد في احتفائنا بمولده الشريف ﷺ أننا نُحيي الذكرى *بمحبة صادقة واتباعٍ للسنة* ، لا بمظاهر مبتدعة أو مخالفات لا تمت لديننا بصلة. فحب النبي لا يُقاس بالأشكال، بل يُترجم بالاقتداء، والتمسك بما جاء به من نور وهداية.
لكن ما أعظم الحزن حين نذكر *رحيله*…
فبموته ﷺ، *انقطعت صلة الوحي بين السماء والأرض* ، وانتهى عهد التنزيل، وبقي لنا أثره، وسنته، ونوره الذي لا يخبو.
مات النبي، لكن لم يمت الحب، ولم تمت الرسالة، ولم يمت الأثر.
مات الجسد، لكن بقيت الروح تسكن في قلوب المؤمنين، وتُحيي فيهم معنى النبوة في كل خلق كريم.
> اللهم صلّ وسلم وبارك على من ختمت به النبوة، وجعلت في سيرته حياة، وفي سنته نجاة، وفي حبه عبادة.
في مولده، نُجدد العهد، ونُحيي الحب، ونُعلن أن النور لا يُطفأ، وأن الرسالة لا تُنسى، وأننا على أثره سائرون، ما دامت القلوب تنبض بالإيمان.